فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة {إذا السماء انشقت} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن أبي رافع قال: صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ {إذا السماء انشقت} فسجد، فقلت له، فقال: سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردوية عن أبي هريرة قال: سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و{اقرأ باسم ربك} [العلق: 1].
وأخرج البغوي في معجمه والطبراني عن صفون بن عسال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في {إذا السماء انشقت}.
وأخرج ابن خزيمة والروياني في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر {إذا السماء انشقت} ونحوها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال: تنشق السماء من المجرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأَذِنَتْ} قال: أطاعت {وَحُقَّتْ} قال: حققت بالطاعة.
وأخرج ابن المنذر عن السدي {وأَذِنَتْ لربها وَحُقَّتْ} قال: أطاعت وحق لها أن تطيع.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {وأَذِنَتْ لربها} سمعت حيث كلمها.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وأَذِنَتْ لربها وَحُقَّتْ} قال: سمعت وأطاعت {وإذا الأرض مُدَّتْ} قال: يوم القيامة {وألقت ما فيها} أخرجت ما فيها من الموتى {وتخلت} عنهم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {وألقت ما فيها} قال: سواري الذهب.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن عمرو قال: كان البيت قبل الأرض بألفي سنة، وذلك قول الله: {وإذا الأرض مُدَّتْ} قال: مُدَّتْ من تحته مداً.
وأخرج الحاكم عن ابن عمرو قال: إذا كان يوم القيامة مُدَّتْ الأرض مد الأديم وحشر الله الخلائق الإِنس والجن والدواب والوحوش، فإذا كان ذلك اليوم جعل الله القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء بنطحتها، فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها: كوني تراباً، فيراها الكافر فيقول: {يا ليتني كنت تراباً}.
وأخرج الحاكم بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم ثم لا يكون لابن آدم منها إلا موضع قدميه».
وأخرج أبو القاسم الختلي في الديباج عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {إذا السماء انشقت} الآية قال:
«أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة فأجلس جالساً في قبري وإن الأرض تحركت بي، فقلت لها: ما لك؟ فقالت: إن ربي أمرني أن ألقي ما في جوفي، وأن أتخلى فأكون كما كنت إذ لا شيء فيّ، فذلك قوله: {وألقت ما فيها وتخلت}».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وأَذِنَتْ لربها وَحُقَّتْ} قال: سمعت وأطاعت. وفي قوله: {وألقت ما فيها وتخلت} قال: أخرجت أثقالها وما فيها من الكنوز والناس، وفي قوله: {يا أيها الإِنسان إنك كادِحٌ إلى ربك كدحاً} قال: عامل له عملاً.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك {يا أيها الإِنسان إنك كادِحٌ إلى ربك كدحاً} قال: عامل إلى ربك عملاً.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {إنك كادِحٌ إلى ربك كدحاً} قال: عامل عملاً {فملاقيه} قال: ملاق عملك.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن عاشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس أحد يحاسب إلا هلك، فقلت: أليس الله يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً} قال: ليس ذلك بالحساب، ولكن ذلك العرض، ومن نوقش الحساب هلك».
وأخرج أحمد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن عاشة: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: اللهم حاسبني حساباً يسيراً، فلما انصرف قلت يا رسول الله: ما الحساب اليسير؟ قال: أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنه من نوقش الحساب هلك».
وأخرج ابن المنذر عن عائشة في قوله: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً} قال: يعرف ذنوبه ثم يتجاوز له عنها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عائشة قالت: من حوسب يوم القيامة أدخل الجنة، وقالت: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً} ثم تلت {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} [الرحمن: 41].
وأخرج البزار والطبراني والحاكم عن أبي هريرة مرفوعاً: «ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً وأدخله الجنة برحمته: تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك».
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد {وينقلب إلى أهله مسروراً} قال: إلى أهل له في الجنة، وفي قوله: {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} قال: تخلع يده فتجعل من وراء ظهره.
وأخرج ابن المنذر عن حميد بن هلال قال: ذكر لنا أن الرجل يدعى إلى الحساب يوم القيامة فيقال: يا فلان هلم إلى الحساب.
قال: حتى يقول أما يراد غيري مما يحضر به من الحساب.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {يدعوا ثبوراً} قال: الويل.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {إنه كان في أهله مسروراً} قال: في الدنيا.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد في قوله: {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} قال: تجعل شماله وراء ظهره فيأخذ بها كتابه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إنه ظن أن لن يحور} قال: لن يبعث.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس {أن لن يحور} قال: أن لن يرجع.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {أن لن يحور} أن لن يرجع إلينا.
وأخرج الطستي في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {أن لن يحور} قال: أن لن يرجع بلغة الحبشة. يقول: أن لن يرجع إلى الله في الآخرة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوءه ** يحور رماداً بعد إذ هو ساطع

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {إنه ظن أن لن يحور} قال: ألم تسمع الحبشي إذا قيل له حر إلى أهلك، أي اذهب؟.
وأخرج ابن أبي شيبة عن العوام بن حوشب قال: قلت لمجاهد: الشفق قال: إن الشفق من الشمس.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عمر قال: الشفق الحمرة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والليل ما وسق} قال: وما دخل فيه.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {والليل وما وسق} قال: وما جمع.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة {والليل وما وسق} يقول: ما أوى فيه وما جمع من حياته وعقاربه ودوابه.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {وما وسق} قال: ما عمل فيه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: إذا استوى.
وأخرج الطستي في مسائله والطبراني وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: اتساقه اجتماعه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول ابن صرمة:
إن لنا قلائصاً نقانقا ** مستوسقات لو يجدن سائقاً

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: إذا استدار.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله.
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري من طرق عن ابن عباس أنه سئل عن قوله: {والليل وما وسق} قال: وما جمع أما سمعت قوله:
إن لنا قلائصاً نقانقا ** مستوسقات لو يجدن سائقاً

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس {والقمر إذا اتَّسَقَ} قال: ليلة ثلاث عشرة.
وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن الخطاب في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: حالاً بعد حال.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: أمراً بعد أمر.
وأخرج البخاري عن ابن عباس {لتركبن طبقا عن طبق} حالاً بعد حال.
قال: هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أبي عبيد في القراءات وسعيد بن منصور وابن منيع وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ {لتركبن طبقا عن طبق} يعني بفتح الباء قال: هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم حالاً بعد حال.
وأخرج أبو عبيد في القراءات وسعيد بن منصور وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ {لتركبن طبقا عن طبق} يعني بفتح الباء قال: يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم حالاً بعد حال.
وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس {لتركبن طبقا عن طبق} قال: يا محمد السماء طبقا بعد طبق.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والحاكم في الكنى وابن منده في غرائب شعبة وابن مردويه والطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ {لتركبن طبقا عن طبق} قال: {لتركبن} بالنصب يا محمد سماء بعد سماء.
وأخرج البزار عن ابن مسعود {لتركبن طبقا عن طبق} يا محمد حالاً بعد حال.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي {لتركبن طبقا عن طبق} يا محمد حالاً بعد حال.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: يعني السماء تنفطر ثم تنشق ثم تحمر.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود في الآية قال: السماء تكون ألواناً كالمهل، وتكون وردة كالدهان، وتكون واهية، وتشقق فتكون حالاً بعد حال.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن مكحول في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: في كل عشرين عاماً تحدثون أمراً لم تكونوا عليه.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير {لتركبن طبقا عن طبق} قال: قوم كانوا في الدنيا خسيساً أمرهم فارتفعوا في الآخرة، وقوم كانوا في الدنيا أشرافاً فاتضعوا في الآخرة.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: حالاً بعد حال، بينما صاحب الدنيا في رخاء إذ صار في بلاء، وبينما هو في بلاء إذ صار في رخاء.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مكحول في قوله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: تكونون في كل عشرين سنة على حال لم تكونوا على مثلها.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه قرأ {لتركبن طبقا} بالنصب.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد أنه قرأ {لتركبن طبقا} بالنصب.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {لتركبن} بالتاء ورفع الباء على الجماع.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {والله أعلم بما يوعون} قال: يسرون.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة {بما يوعون} قال: يكتمون، وفي قوله: {لهم أجر غير ممنون} قال: غير محسوب.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {لهم أجر غير ممنون} قال: غير منقوص. وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول زهير:
فضل الجواد على الخيل البطاء فلا ** يعطي بذلك ممنوناً ولا ترفا. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في السورة الكريمة:

قال عليه الرحمة:
سورة الانشقاق:
قوله جل ذكره: بسم الله الرحمن الرحيم.
(بسم الله) اسم جليل جلاله لابالأشكال، وجماله لا على احتذاء الأمثال، وأفعاله لا بأغراض وأعلال ن وقدرته لا باجتلاب ولا احتيال، وعلمه لا بضرورة ولا استدلال، فهو كالذي لم يزل ولا يزال، ولا يجوز فناء ولا زوال.
قوله جلّ ذكره: {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ}.
{انشَقَتْ}: انصدعت.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}.
أي قابَلَتْ أمرَ ربِّها بالسمع والطاعة ** وحقَّ لها أن تفعل ذلك.

{وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ}.
بُسِطَت بانكدار آكامها وجبالِها حتى صارت ملساء، وألقت ما فيها من الموتى والكنوز وتخلَّت عنها... وقابلت أمر ربها بالسمع والطاعة.
وجواب هذه الأشياء في قوله: {فَمُلاَقِيهِ} أي يَلْقَى الإنسانُ ما يستحقه على أعماله.
قوله جلّ ذكره: {يا أيها الإِنسَانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ}.
{يا أيها الإِنسَانُ}: يأيها المُكلَّفُ... إنَّك ساعٍ بما لَكَ سَعْياً ستلقى جزاءَه؛ بالخير خيراً وبالشَّرِّ شَرّاً.
{فَأَمَّا مَنْ أُتِىَ كتابهُ بِيَمِينِهِ}.
وهو المؤمن المحسن.
{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}.
أي حساباً لا مَشقَّة فيه. ويقال: {حِسَاباً يَسِيراً} أي يُسْمِعُه كلامَه- سبحانه- بلا واسطة، فيخفف سماعُ خطابِه ما في الحساب من عناءٍ.
ويقال: {حِسَاباً يَسِيراً}: لا يذكره ذنوبَه. ويقال: ألم أفعل كذا؟ وألم أفعل كذا؟ يعُدُّ عليه إحسانَه... ولا يقول: ألم تفعل كذا؟ لا يذكره عصيانَه.
{وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً}.
أي بالنجاة والدرجات، وما وَجَدَ من المناجاة، وقبول الطاعات، وغفران الزَّلاّت.
ويقال: بأن يُشفِّعَه فيمن يتعلَّق به قلبُه. ويقال: بألا يفضحه.
ويقال: بأن يَلْقى ربَّه ويُكَلِّمَه قبل أَنْ يُدْخِلَه الجنة فيَلْقى حَظِيَّتَه من الحورِ العين.
قوله جلّ ذكره {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كتابهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ}.
وهو الكافر.
{فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً}.
أي وَيْلاً.
{وَيَصْلَى سَعِيراً}.
جهنم.
{إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ مَسْرُوراً}.
من البَطَرِ والمدح.
{إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ}.
أنه لن يرجعَ إلينا، ولن يُبْعَثَ.
قوله جلّ ذكره: {فَلآَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}.
بالحُمْرَةِ التي تعقب غروبَ الشمس.
{وَالَّيْلِ وَمَا وسق}.
وما جَمَعَ وضمَّ.
{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}.
تَمَّ واستوى واجتمع.
ويقال: الشَّفَقُ حين غربت شمسُ وصالهم، وأُذيقوا الفراقَ في بعض أحوالهم، وذلك زمانُ قبضٍ بعد بَسْطٍ، وأوانُ فَرْقٍ عُقَيْبَ جَمْعٍ.
{وَالَّيْلِ وَمَا وسق}: ليالي غيبتهم وهم بوصف الاستياقِ؛ أو ليالي وصالهم وهم في روح التلاقي، أو ليالي طَلَبِهم وهم بنعتِ القَلَبِ والاحتراقِ.
{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}: إذا ظَهَرَ سلطانُ العرفان على القلوب فلا بَخْسَ ولا نُقْصان.
قوله جلّ ذكره: {لتركبن طبقا عَن طبق}.
أي حالاً بعد حال.
وقيل: من أطباق السماء. ويقال: شِدَّةً بعد شدَّة.
ويقال: تاراتُ الإنسانِ طفلاً ثم شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً.
ويقال: طالباً ثم واصلاً ثم مُتَّصِلاً.
ويقال: حالاً بعد حالٍ، من الفقر والغِنَى، والصحة والسَقّم.
ويقال: حالاً بعد حالٍ في الآخرة.
قوله جلّ ذكره: {فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}.
أي فما الكُّفَّارِ أُمَّتِكَ لا يُصَدِّقون... وقد ظهرت البراهين؟
{وَإِذَا قرئ عَلَيْهِمُ الْقُرْءَانُ لاَ يَسْجُدُونَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ}.
{يُوعُونَ} أي تنطوي عليه قلوبُهم- من أَوْعَيْتُ المتاعَ في الظَّرْفِ أي جعلته فيه.
{فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لُهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونِ}.
{إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعِمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} فإنهم ليسوا منهم، ولهم أجرٌ غيرُ مقطوع. اهـ.

.قال ابن القيم:

قوله تعالى: {لتركبن طبقا عن طبق} أي حالا بعد حال فأول أطباقة كونه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم جنينا ثم مولودا ثم رضيعا ثم فطميا ثم صحيحا أو مريضا غنيا أو فقيرا معافى أو مبتلى إلى جميع أحوال الإنسان المختلفة عليه إلى أن يموت ثم يبعث ثم يوقف بين يدي الله تعالى ثم يصير إلى الجنة أو النار فالمعنى لتركبن حالا بعد حال ومنزلا بعد منزل وأمرا بعد أمر ذكرنا بعض أطباق الجنين في البطن من حين كونه نطفة إلى وقت ولاده. اهـ.